الاثنين، 26 ديسمبر 2011

أنواع الفاعل بواسطة الإيدرو ماكس )

شرح درس في مادة الإملاء حذف همزة الوصل من ( ابن ) من مدرسة شعب الذئب

نشأة علم ( النحو)



                      
نبذة عن علم ( النحو )  ونشأته :

النحو :

هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب. فهدف علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.

قال ابن جني في كتابه الخصائص: "النحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحواً، كقولك قصدت قصداً، ثم خصّ به انتحاء هذا القبيل من العلم" (الجزء الأول – صفحة 34)، فالنحو عند ابن جني على هذا هو : محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنباً للّحن، وتمكيناً للمستعرب في أن يكون كالعربيّ في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.

 معنى النحو

أي القصد أو المثل، وسمي العلم بهذا الاسم لقصد المتكلم أن يتكلم مثل العرب، كما يسمى هذا العلم أيضا بعلم الإعراب.

في موضوع هذا العلم تمييز الاسم من الفعل من الحرف، وتمييز المعرب من المبني، وتمييز المرفوع من المنصوب من المخفوض من المجزوم، مع تحديد العوامل المؤثرة في هذا كله، وقد استُنبط هذا كله من كلام العرب بالاستقراء، وصار كلام العرب الأول شعرًا ونثرًا - بعد نصوص الكتاب والسنة - هو الحجة في تقرير قواعد النحو في صورة ما عرف بالشواهد اللغوية، وهو ما استشهد به العلماء من كلام العرب لتقرير القواعد.

 أسباب نشأة علم النحو العربي :

بعد المد الإسلامي في العالم واتساع رقعة الدولة، دخل كثير من الشعوب غير العربية في الإسلام، وانتشرت العربية كلغة بين هذه الشعوب، مما أدى إلى دخول اللحن في اللغة وتأثير ذلك على العرب. دعت الحاجة علماء ذلك الزمان لتأصيل قواعد اللغة لمواجهة ظاهرة اللّحن خاصة في ما يتعلق بالقرآن والعلوم الإسلامية. ويذكر من نحاة العرب عبدلله بن أبي إسحق المتوفي عام 735 م، وهو أول من يعرف منهم، وأبو الأسود الدؤلي والفراهيدي وسيبويه.و لم يتفق الناس علي القصة التي جعلتهم يفكرون في هذا العلم، ولكن القصة الأشهر أنّ أبا الأسود الدؤلي مرّ برجل يقرأ القرآن فقال ((إن الله بريء من المشركين ورسوله)), كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي انها معطوفة على (المشركين) أي أنه غير المعنى ؛لأن (رسولُه) مرفوعة لأنها مبتدأ لجملة محذوفة تقديرها (ورسولُه كذلك بريءٌ)، فذهب أبو الأسود إلى الصحابي علي وأرضاه وشرح له وجهة نظره- أن العربية في خطر - فتناول الصحابي علي وأرضاه رقعة ورقية وكتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم..الكلام اسم وفعل وحرف.. الاسم ما أنبأ عن المسمى.. والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى.. والحرف ما أنبأ عن ما هو ليس اسماً ولا فعلاً. ثم قال لأبو الأسود : انحُ هذا النحو.

ويروى أيضاً أن علي بن أبي طالب رضي الله وأرضاه كان يقرأ رقعة فدخل عليه أبو الأسود الدؤلي فقال له: ما هذه؟ قال علي رضي الله وأرضاه: إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطة الأعاجم، فأردت أن أصنع(أفعل)شيئاً يرجعون إليه، ويعتمدون عليه. ثم قال لأبي الأسود: انح هذا النحو. وكان يقصد بذلك أن يضع القواعد للغة العربية. وروي عنه أنّ سبب ذلك كان أنّ جارية قالت له (ما أجملُ السماء؟) وهي نَوَد أن تقول: (ما أجملَ السماء!) فقال لها: (نجومها!)

 التسمية :

ورد في المعجم المحيط في معنى كلمة "نحو":

«نَحَا يَنْحُو اُنْحُ نَحْواً [ نحو]:- الشّيءَ وإليه: مال إليه وقصدَه؛ نحا الصّديقان إلى المقهى.- نحوَهُ: سار على إثره وقلّده؛ نحا الطّالب نحوَ أستاذه.- كذا عنه: أبعده وأزاله؛ نحا عن نفسه الجُبنَ والكسل.»

ومن ذلك فقد سمي علم النحو بهذا الاسم لأن المتكلّم ينحو بهِ منهاج كلام العرب إفرادًا وتركيبًا.

وفي روايةٍ آخرى عن سبب تسميته بالنحو : ما روي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمّا أشار على أبي الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي ، أن يضع علم النحو ، قال له ـ بعد أن علمه الاسم والفعل والحرف - : الاسم : ما أنبأ عن مسمى ، والفعل : ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف : ما أنبأ عن معنى في غيره ، والرفع : للفاعل وما اشتبه به ، والنصب : للمفعول وما حمل عليه ، والجر : للمضاف وما يناسبه ، انح هذا النحو يا أبا الأسود ( آي اسلك هذه الطريقة ) ؛ فسمي بذلك .

 الإعراب :

الإعراب هو أحد أهم خصائص العربية، وهي خاصية عُرفت بعد أن تفشى النطق الخاطئ في اللسان العربي، وإعراب العربية هو ما يؤدي لتشكيل نهاية الكلمات في سياق الحديث على الوجه الصحيح سواءً كان هذا التشكيل يختص بتغيير حركة الحرف الأخير أو تغيير الحروف الأخيرة في حالات أخرى، وتصنف حالات الإعراب في هذه الحالة بالرفع، وعلامته الضمة أو الواو أو الالف أو ثبوت النون، والنصب، وعلامته الفتحة أو الياء أو حذف النون، والجر، علامته الكسرة أو الياء أو حذف النون، والجزم، علامته السكون أو حذف النون أو حذف حروف العلة. كما يوجد التنوين وهو مضاعفة الحركة الإعرابية في أواخر بعض الكلمات وغالباً ما يدل التنوين على تنكير الاسم. ويعتبر الإعراب من المميزات والخصائص للغة العربية، فعن طريق الإعراب تستطيع معرفة الفاعل أو المفعول به في الجملة حتى لو تم تقديم المفعول به على الفاعل، مع أنه تقريباً في جميع لغات العالم يكون الترتيب : فاعل ثم مفعول به، مثال :

  • زار محمدٌ خالداً. (الفاعل:محمد، المفعول به: خالد)
    • بمعنى : قام محمد بزيارة خالد. (و الجملة هنا واضحة وتنطق في أغلب لغات العالم بهذا الترتيب)

  • زار خالداً محمدٌ. أيضاً (الفاعل:محمد، المفعول به: خالد)
    • بمعنى : تمت زيارة خالد بواسطة محمد. (عرفنا عن طريق التنوين بالضم -لأن الفاعل دائماً مرفوع- وإعرابها هنا فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره)

إذاً فالإعراب أحد أهم الأسباب لتفوّق الأدب العربي (سواءً كان في الشعر أو النثر أو القصص..إلخ) على لغات العالم، فعندما تعطي شخصان أحدهما صلصال والآخر حجر فسألتهم تكوين مجسّم جمالي، فبالتأكيد سيكون إبداع صاحب الصلصال أكبر من صاحب الحجر (لقد تم التشبيه بالصلصال والحجر بناءً على مثال تقديم وتأخير الفاعل).

 التراث النحوي بين الجمود والتجديد :

يعتبر التراث النحوي الذي خلفه علماء العربية القدماء في غاية النفاسة والتميّز. وقد أفاد منه العلماء وطلاب العربية على مرّ العصور والأزمان. فقاموا بشرح بعضه وتهذيب بعضه الآخر، وجعلوه مادةً للتدريس في حلقاتهم الممتدة من بغداد شرقاً حتى غرناطة وقرطبة غرباً. غير أنّ التراث النحوي اعتراه ما اعترى غيره من العلوم والمعارف؛وعلقت به شوائب المنطق والفلسفة، مما دعى كثيراً من الناس إلى الابتعاد عن كتب التراث النحوي والزهد فيها. وضعف الميل إليها وافتقر الناس إلى الرغبة فيها. كل ذلك كان مدعاةً لظهور أصوات متعددة تنادي بإصلاح (النحو العربي) وتنقيته من الشوائب التي اعترته على مر العصور والأزمان، والمساهمة في تقريبه وتبسيطه للطلاب بمختلف مستوياتهم العلمية وقدراتهم العقلية.

فظهر قديماً وحديثاً من بسّط اللغة المستخدمة في النحو العربي، ومن قام باختصار قواعده وبلورتها، ومن ألّف في طرق تدريس هذا النحو ومناهجه. ويعتبر كتاب ابن مضاء القرطبي (ت 592هـ): الرد على النحاة ؛ من أظهر وأميز المحاولات القديمة التي دعت إلى التيسير والإصلاح في الأصول والنظريات العامة والتي قام عليها النحو العربي قديماً. وقد قام الدكتور شوقي ضيف (ت 2005م) بنشر كتاب ابن مضاء القرطبي ؛ وكان سبباً في إحداث ضجة فكرية وثقافية كبيرة في الهيئات والأوساط العلمية. وفي عصرنا الحاضر تتابعت الدعوات المطالبة بتيسير النحو العربي وتبسيطه للمتعلمين. وكان الدكتور شوقي ضيف (ت 2005م) في طليعة العلماء الذين تركوا بصمة واضحة في هذا الميدان. ولم يتوقف الأمر عند شوقي ضيف؛ فقد أصدر الأستاذ إبراهيم مصطفى كتاباً بعنوان (إحياء النحو)؛ طالب فيه بإعادة النظر في أصول النحو العربي ومبادئه. كما أصدر الأستاذ راسم طحان كتاباً بعنوان "حقيقة الإعلال والإعراب" حيث بسط فيه قواعد اللغة العربية وذهب إلى أبعد من ذلك؛ إذ اتهم سيبويه بتعمد تعقيد قواعد العربية لتعسير تعلمها ومنع انتشارها.

والجدير بالملاحظة : أن حركة التيسير والتجديد في النحو العربي لم تزل تسير ببطءٍ شديد؛ ولم يُكتب لها النجاح المطلق حتى الآن !! فلا زالت الجامعات والمعاهد العلمية تقوم بتدريس النحو العربي من خلال أدبياته القديمة دون تغيير !

ومن أهم الكتب التي جاءت في علم النحو هو كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك العسقلاني وهي عبارة عن أبيات شعرية من ألف وثلاثة أبيات نظمها ابن مالك وشرحها ابن عقيل تشرح قواعد النحو، تسهيلاً لطلاب العلم النحوي

 متنزهات موضوع علم النحو :

ضبط أواخر الكلمات إعراباً وبناءً بحسب موقعها من الجملة على نحو مايتكلم به العرب.

 ثمرة علم النحو :

وثمرة هذا العلم : هو في تحمل اللغة وآدائها من جهة علاقة الإعراب بالمعنى.

والمقصود بالتحمل هنا : فهم المقصود من كلام الغير بحسب إعرابه، فيميز المُسند من المسند إليه، والفاعل من المفعول، وغير ذلك مما يؤدي إهماله إلى قلب المعاني.

والمقصود بالأداء : أن يتكلم المرء بكلام معرب يُناسب المعاني التي يريد التعبير عنها، ويتخلص من اللحن الذي يقلب المعاني، فيتمكن بذلك من إفهام الغير.

مؤسس علم النحو :

لم يختلف المؤرخون في أن واضع أساس هذا العلم هو التابعي أبو الأسود الدؤلي 67هـ. وقيل أن هذا كان بإشارة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؛ ثم كتب الناس في هذا العلم بعد أبي الأسود إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن أحمد الفراهيدي 165هـ ووضع أول معجم عربي وأسماه معجم العين، وكان ذلك في زمن هارون الرشيد. أخذ عن الخليل تلميذه سيبويه (أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر) 180هـ الذي أكثر من التفاريع ووضع الأدلة والشواهد من كلام العرب لقواعد هذا العلم.

وأصبح (كتاب سيبويه) أساسًا لكل ماكُتب بعده في علم النحو، ودوّن العلماء علم الصرف مع علم النحو، وإذا كان النحو مختصًا بالنظر في تغيّر شكل آخر الكلمة بتغير موقعها في الجملة، فإن الصرف مختص بالنظر في بنية الكلمة ومشتقاتها ومايطرأ عليها من الزيادة أو النقص.

 أهم المؤلفات في النحو :

وأهم الكتب المتداولة في علمي النحو والصرف - بعد كتاب سيبويه – هي :

كتابـات أبي عمرو بن الحاجب (عثمان بن عمر) 646 هـ صاحب المختصـرات، المشهــورة في الفقــه والأصول، وله (الكافية) في النحو، و(الشافية) في الصرف، وكلتاهما من المنثور، وعليهما شروح كثيرة خاصة (الكافية).

كتابات ابن مالك (أبو عبد الله محمد جمال الدين ابن مالك الطائي الأندلسي) 672 هـ، وله القصيدة الألفية المشهورة، والتي تناولها كثير من العلماء بالشرح منهم:

  • ابن هشام الأنصاري 761 هـ، وله شرح (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك).
  • القاضي عبد الله بهاء الدين بن عقيل المصري 769 هـ، وله (شرح ابن عقيل على الألفية).
  • ولابن مالك صاحب الألفية (لاميــة الأفعــال)، وهي منظومة في الصرف، وله أيضًا المنظومة الهائية فيما ورد من الأفعال بالواو والياء.
  • كتابات ابن هشام الأنصاري (جمال الدين عبد الله بن يوسف) 761 هـ، وله (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)، وله (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب)، وله (شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب)، وله (قطر الندى وبَلّ الصدى).
  • كتابات الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد من علمــاء الأزهر وله شروح وتحقيقات على الكتب السابقة وهي شروح الألفية وكتابات ابن هشام وله (التحفة السنية شرح متن الأجرومية) وهو كتاب مختصر شرح فيه متن محمد بن آجرّوم الصنهاجي 723 هـ.

   كتابات المعاصرين :

منها: الدكتورة خديجة الحديثي أستاذة النحو ومن مؤلفاتها التي تزخر بها المكتبة العربية هو (أبو حيان النحوي) و(المدارس النحوية) (موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث النبوي) وكثيرٌ جداً من مؤلفات مشتركة مع زوجها الأستاذ الفاضل الدكتور أحمد مطلوب رئيس المجمع العلمي العراقيّ. (ملخص قواعد اللغة العربية) لفؤاد نعمة، و(الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها) لسعيد الأفغاني، و(النحو الواضح) لعلي الجارم ومصطفى أمين، و(جامع الدروس العربية) لمصطفى الغلاييني، و(النحو الوافي) لعباس حسن، وغيرها الكثير.

وتمتاز كتب المعاصرين بحُسن التقسـيم وسهــولة الأسلوب في حين تمتاز كتابات الأقدمين بدسامة المادة وكثرة الشواهد وقوتها، خاصة كتابات ابن هشام الأنصاري التي اهتم فيها بالشواهد القرآنية، هذا ما يتعلق بعلم النحو، وهو أول علوم اللغة العربية تدويناً


مادة النحو العربي


                 طرق تدريس مادة النحو

عناصر البحث

1
ـ أهداف تدريس اللغة العربية

2
ـ طرائق تدريس قواعد اللغة العربية

3
ـ خطوات السير في درس القواعد

4
ـ لمحة موجزة عن الأهداف السلوكية

5
ـ بنموذج للتحضير في ضوء الأهداف السلوكية

6
ـ ربط القواعد بفروع اللغة العربية

7
ـ من أخطاء بعض المعلمين في تدريس القواعد


1 ـ أما الأهداف الخاصة للقواعد فهي تختلف من درس إلي آخر :

فأهداف تدريس موضوع الفاعل تختلف عن أهداف تدريس موضوع الأسماء الخمسة مثلا .


2 ـ طرائق تدريس القواعد :

هناك طرائق كثيرة لتدريس القواعد وسوف نقتصر في البحث على أربع طرائق :
أولا ـ الطريقة القياسية :

وتسمى أحيانا طريقة القاعدة ثم الأمثلة تبدأ هذه الطريقة بعرض القاعدة ثم تعرض الأمثلة بعد ذلك لتوضيح القاعدة. ومعنى هذا إن الذهن ينتقل فيها من الكل إلي الجزء .
وتأتي فكرة القياس في هذه الطريقة من حيث فهم التلاميذ للقاعدة ووضوحها في أذهانهم ومن ثم يقيس المعلم أو التلاميذ الأمثلة الجديدة الغامضة على الأمثلة الأخرى الواضحة وتطبيق القاعدة عليها :

أنها تعود التلاميذ على الحفظ والمحاكاة العمياء

عدم الاعتماد على النفس والاستقلال في البحث

تضعف فيهم القدرة على ابتكار والتجديد

أنها تبدأ بالصعب وتنتهي بالسهل

وقد هجرت هذه الطريقة بعد أن ثبت علميا أنها لا تكون السلوك اللغوي السليم لدى التلاميذ .

ثانيا ـ الطريقة الاستنباطية ( الاستقرائية )  :

وتقوم هذه الطريقة على البدء بالأمثلة تشرح وتناقش ثم تستنبط منها القاعدة وعليها بنى هاربرت خطواته الخمس المشهورة التي لا يزال العديد منا يعتمد عليها إلي اليوم وهي   :

1
ـ المقدمة أو التمهيد

2
ـ عرض الأمثلة أو النص على السبورة أو على الورق مقوى وقراءة الأمثلة أو النص ومناقشة التلاميذ في معناها ..

3
ـ الموازنة وتسمى الربط أو المناقشة وتناول الصفات المشتركة والمختلفة بين الجمل وتشمل الموازنة بين نوع الكلمة وعلاقتها ووظيفتها وموقعها بالنسبة لغيرها وعلامة إعرابها .

4
ـ استنباط القاعدة : من خلال المناقشة والموازنة ويشترك في استخدامها المعلم والتلاميذ وتكتب على السبورة بلغة سهلة .

5
ـ التطبيق على القاعدة وهذه الخطوة من الخطوات الهامة وينبغي أن تتنوع صور التطبيق .

ومن عيوب هذه الطريقة :

1
ـ إنها بطيئة التعليم

2
ـ قلة مشاركة التلاميذ في الدرس لان المعلم هو الذي يقدم للدرس ويوازن ويقارن بين اجزائة ويتولى صياغة الاستنتاج

3
ـ تركيزها على العقل دون الجوانب الأخرى

4
ـ تعطيل قدرات المدرسين في التجديد والابتكار

ثالثا ـ الطريقة الحوارية :

وتقوم في جوهرها على المناقشة واستثمار خبرات التلاميذ السابقة لتوجيه نشاطهم نحو تحقيق هدف معين .
ولا بد أن يعد الأسئلة إعدادا جيدا ويراعى فيها الوضوح والتسلسل والترتيب وعدالة توزيعها على التلاميذ

ومن عيوب هذه الطريقة :

أنها تستغرق زمنا طويلا

تؤدي إلى الاستطراد والخروج عن الموضوع

عدم قدرة بعض المعلمين على تنفيذها

رابعا : الطريقة المعدلة :

وتسمى طريقة النصوص التكاملية وتسمى أيضا طريقة الأساليب المتصلة وهي طريقة تكاد تجمع مزايا الطرق السابقة .
تبدآ بعرض نص متكامل يحمل في طيا ته توجيها ويعالج النص كما تعالج موضوعات القراءة .
حيث يقرأ التلاميذ النص قراءة صامتة ثم يناقشهم المعلم فيه ويعالج الكلمات الصعبة ثم يقرا التلاميذ قراءة جهرية ثم تعالج هذه الأمثلة حسب الطريقة الاستقرائية معتمدا المعلم على الحوار في الانتقال من مثال إلي آخر حتى يستنتج التلاميذ قواعد الدرس فيصوغها المعلم بأسلوب سهل ويكتبها على السبورة .

ولا شك إن هذه الطريقة تعطي المعلم فرصة تدريس القواعد من خلال موضوعات القراءة والأدب والتعبير
وعن هذه الطريقة يتم مزج القواعد بالتراكيب والتعبير الصحيح والاستعمال والمران والتكرار حتى تتكون الملكة اللسانية .
ونحن نرى إن تعليم القواعد وفق الطريقة يجاري تعليم اللغة نفسها . ونرى أنها الطريقة الفضلى لتحقيق الأهداف المرسومة للقواعد النحوية لأنه يتم عن طريقها مزج القواعد بالتراكيب وبالتعبير الصحيح المؤدي إلي رسوخ اللغة وأساليبها رسوخا مقرونا بخصائصها الإعرابية .



3 ـ خطوات السير في درس القواعد

وهي خطوات خمس تنسب إلي الفيلسوف الألماني يوحنا فردريك هر بارت
وهي خطوات سليمة وحيدة لا يمكن الاستغناء عنها ..

أولا ـ التمهيد :

وهو البوابة التي يدخل منها كل من المعلم المعلم والتلميذ إلي الدرس والغرض منه جذب انتباه التلميذ وتركيزه لتلقى الموضوع الجديد وربط الموضوعات القديمة بالجديدة .

ومن أساليب التمهيد :

1
ـ أسئلة في المعلومات السابقة المتصلة بالدرس الجديد 0ويراعى المعلم أن يكون الأسئلة قليلة واضحة ومشوقة

2
ـ عرض الوسيلة المشوقة للدرس الجديد

والمدرس الناجح هو الذي يعرف كيف يمهد الدرس تمهيدا جيدا ومشوقا

ثانيا ـ العرض :

وهو من أهم مراحل الدرس . ويعرض المعلم النص على ورق مقوى أو على السبورة أو عن طريق الكتاب ويطلب من التلاميذ قراءة النص قراءة صامتة ثم يناقشهم المعلم بعد ذلك ويعالج الكلمات الصعبة ثم يطلب من أحد التلاميذ قراءة النص قراءة جهرية
وبعد ذلك يوجه المعلم إلي التلاميذ أسئلة في النص تكون إجابتها الأمثلة الصالحة للدرس .
ثم يدون هذا الجمل على السبورة ويجب على المدرس في أثناء كتابة هذه الجمل أن يحدد الكلمات التي تربط بالقاعدة بان يكتبها بلون مخالف حتى تكون بارزة أمام التلاميذ ويجب عليه أيضا أن يضبط هذه الكلمات بالشكل
ثم يوجه المعلم طلابه إلي النظر إلي هذه الكلمات ثم يبدأ معهم مناقشتها

ثالثا ـ الموازنة والربط :

وفيها يوازن المعلم بين الجزيئات أو الأمثلة ليدرك التلاميذ ما بينها من أوجه التشابه والاختلاف ومعرفة الصفات المشتركة والخاصة تميدا لاستنباط الحكم العام . ( القاعدة ) وتشمل الموازنة :

نوع الكلمة

المعنى الذي تفيده

ضبط أواخرها

والموازنة نوعان : 1- موازنة أفقية / 2- موازنة راسية

أولا ـ الموازنة الأفقية :

هي التي يقصد بها الموازنة بين كلمة أو أكثر في جملتين مختلفتين مثل : الجملة الاسمية مع الناسخ وبدونه :
محمد مجتهد - كان محمد مجتهدا ..
والجملة الفعلية في حالة البناء للمعلوم والبناء للمجهول : كسر خالد القلم - كسر القلم - وهكذا 000

ثانيا ـ الموازنة الراسية وهي نوعان :

أ ـ موازنة جزئية : وهي الموازنة بين مثاليين متشابهين لإدراك الصفات المشتركة بينهما تمهيدا لاستنباط قاعدة :
مثل الموازنة بين كلمتي ( مجتهدا وغزيرا ) في : كان محمد مجتهدا - كان المطر غزيرا

ب - موازنة كلية : وهي الموازنة بين طوائف الأمثلة لإدراك الصفات المشتركة والمختلفة بينها .
وعلى المعلم أن يتتبع الأمثلة مثالا .
وكلما كان المعلم متأنيا في موازنته أو تتبعه وصل إلي الهدف الذي يريد أن يصل إليه بيسر وسهولة .
ويتوقف نجاح الدرس على مهارة المعلم في الموازنة بين الأمثلة وإدراك اوجه الربط بين المعلومات الجديدة وبين المعلومات القديمة التي مر بها التلاميذ من قبل ..

رابعا ـ استنباط القاعدة :

إذا نجح المعلم في الخطوات السابقة سهل على طلابه الوصول إلي القاعدة والحكم العام .
وعليهم أن يعبروا بأنفسهم عن النتيجة التي وصلوا إليها . ولا ينبغي أن يقوم المعلم باستنباط القاعدة دون إشراك التلاميذ أو يطالبهم بان يأتوا بالقاعدة نصا كما في الكتاب بل يكتفي منهم بعبارات واضحة مؤدية إلى المعنى
وعلى المعلم أن يقوم بتصحيح عباراتهم . ثم يقوم المعلم بكتابة القاعدة على السبورة بخط واضح .

خامسا ـ التطبيق :

وهو الثمرة العملية للدرس وعن طريقة ترسخ القاعدة في أذهان التلاميذ ومن الخير ألا يسرف المعلم في شرح القاعدة واستنباطها بحيث تستغرق الحصة كلها في شرح القاعدة
بل يجب أن تنتقل المعلم إلي التطبيق بمجرد أن يطمئن إلي فهم الطلبة إياها والقواعد لا يكون لها الأثر المطلوب إلا بعد الإكثار من التطبيق عليها ويراعى عند التطبيق :

ـ أن يتدرج من السهل إلي الصعب

ـ أن يكون القطع والأمثلة المختارة فصيحة العبارة وسهلة التركيب

ـ أن تكون متنوعة
فلا تكون في الإعراب وحده وان تدعو التلاميذ إلي التفكير بشرط ألا تصل إلي درجة التعجيز .

ـ أن تكون الأمثلة والقطع خالية من التصنع والغموض وان تكون صلتها قوية بجوهر المادة .

والتطبيق نوعان :

جزئي : وهو باتي بعد كل قاعدة تستنبط قبل الانتقال إلي غيرها مثل التطبيق على جزم الفعل المضارع بعد لم .

كلي : ويكون بعد الانتهاء من جميع القواعد التي شملها الدرس ويدور حول هذه القواعد جميعا
مثل التطبيق على جزم الفعل المضارع بعد أدوات الجزم المختلفة وذلك في درس جزم الفعل المضارع

والتطبيق أيضا نوعان : شفوي وكتابي

أ ـ التطبيق الشفوي :
وهذا النوع من التطبيق هو الذي يجب أن نكثر منه لنجعل مراعاة الطلاب لقواعد النحو راسخة كأنها تصدر عن سليقة وطبع .

ويكون بكتابة أسئلة متنوعة على السبورة أو على بطاقات توزع على التلاميذ أو عن طريقة التدريبات الشفوية الموجودة في الكتاب ويطلب منهم الإجابة عما فيها .

كما يكون بتوجيه التلاميذ إلي مناقشة الأخطاء التي تقع منهم في دروس التعبير أو القراءة

والغرض من التطبيق الشفوي :

وقوف المدرس على مواطن الضعف في تلاميذه في علاجه

ترسيخ القاعدة في أذهان التلاميذ

تعويد التلاميذ النطق الصحيح والتعبير السليم يساعد في تشجيع التلاميذ ويشوقهم إلي درس القواعد ويحببها لهم 0 ويثير المنافسة بين جميع تلاميذ الفصل

ب ـ التطبيق الكتابي :

*
أن يتعود الطلاب الاعتماد على النفس والاستقلال في الفهم والقدرة على التفكير والقياس والاستنباط

*
يربي في التلاميذ دقة الملاحظة وتنظيم الأفكار

*
يقف فيها المدرس على مستوى كل تلميذ بدقة

*
يثير المنافسة الشريفة بين التلاميذ . بما يقدره المدرس لكل منهم من درجات تكون باعثا على الجد والنشاط

ـ لمحة موجزة عن الأهداف السلوكية :

عرف الهدف السلوكي بأنه التغير المرغوب المتوقع حدوثه في سلوك المتعلم الذي يمكن تقويمه بعد أن يمر المتعلم بخبره تعليمية معينة

نلاحظ من هذا التعريف إن المتعلم هو الذي يقوم بالفعل وليس المعلم وان المعلم عليه دور مهم وهو ملاحظة الطالب أثناء قيامه في الفعل السلوكي . وهناك شروط لابد منها في صياغة الأهداف السلوكية نذكر بعضها باختصار :

* أن يكون الهدف واضحا محدد انظر مثلا إلي الفرق بين الهدفين التالين :

أ- أن تزداد قدرة الطالب على القراءة

ب- أن يقرا الطالب نص ( الربيع ) قراءة صحيحة دون أن تزيد أخطاءه عن ثلاثة أخطاء إن الهدف الثاني بلا شك أوضح من الأول والأكثر تحديدا

* أن يكون الهدف الذي تصوغه قابلا للقياس . انظر مثلا إلي الفرق بين المثالين التاليين :

إن يعرف الطالب المبتدأ ------- هدف عام

ب - أن يميز التلميذ المبتدأ مع الخبر في خمس جمل من ست ---------- هدف سلوكي

-
أن يصف الهدف سلوك الطالب وليس سلوك المعلم أي أن يركز الهدف على التلميذ لا على المعلم مثال ذلك :
أ ـ زيادة قدرة الطالب لاستخراج نائب الفاعل ----- هدف عام

ب? ـ أن يستخرج الطالب نائب الفاعل من الجمل التي تعرض عليه ----- هدف سلوكي



5 ـ أنواع الأهداف السلوكية :

المجال المعرفي :
ويتعلق بالعمليات الفكرية والقدرات العقلية

المجال الوجداني :
ويتعلق بالميول والقيم والاتجاهات

المجال المهاري :
ويتعلق بإظهار المهارات


المجال المعرفي : ويتعلق بالعمليات الفكرية والقدرات العقلية ومن الأفعال التي يمكن أن تستخدم عن صياغة هدف في هذا المجال .

يذكر – يعرف – يطبق – يحدد – يستنتج – يستخرج – يحلل – يركبيوازن

المجال الوجداني : يتصل بالميول والقيم والاتجاهات . ومن الأفعال التي يمكن أن تستخدم عند صياغة هدف في هذا المجال .

يختار – بين راية – يستخدم – يغير – يحل مشكة

المجال المهاري : " ويتعلق بإظهار المهارات الإبداعات ومن الأفعال التي يمكن أن تستجد عن صياغة هدف في هذا المجال

يكتب – يقرايرسم – يصوغ – يخط – يوجد – يكتشف يعيد ترتيب

صياغة الهدف السلوكي :

الأركان الأساسية لصياغة الهدف السلوكي :

أن = الفعل المضارع = التلميذ = مصطلح المادة = الحد الأدنى للأداء .

أن = يفرغ = التلميذ = بين المبتدأ والخبر = في ست جمل في سبع .

فوائد استخدام الأهداف السلوكية :

يتحقق تعلم افضل لان جهود كل معلم والمتعلم ستنصب نحو تحقيق الأهداف المقصودة بدلا من بعثرتها

يتحقق تقويم اكثر دقة وموضوعية

يساعد المعلم على مراعاة الفروق الفردية وغيرها من الفوائد



6 ـ ربط القواعد بفروع اللغة الأخرى :

إن العلاقة بين القواعد وفروع اللغة الأخرى من إملاء ونصوص وقراءة وتعبير علاقة وثيقة .

والقواعد وسيلة لغاية كبرى وهي تقويم اللسان وضبط التعبير ومن الخطأ أن نقصرالاهتمام بالقواعد على المخصصة له بل على المعلم أن يأخذ نفسه وتلاميذه بالالتزام بضبط الكلمات ضبطا صحيحا ومراعاة تطبيق القواعد في كل الدروس
وسوف يجد المعلم في موضوعات القراءة أمثلة صالحة لدراسة بعض القواعد اللغوية أو التطبيق عليها وتدريب التلاميذ على سلامة الضبط والقراءة السلبية والاتجاه بالحديث بدراسة القواعد يتطلب من المعلم أن يدرس القواعد في ظلال اللغة والأدب حتى لا يجد التلميذ فصلا بين مادة القواعد وبين بقية فروع اللغة العربية
وسوف يجد المعلم في دروس التعبير أو النصوص حافزا يدفع التلاميذ إلي دراسة القواعد فإذا شاع بين التلاميذ خطا نحوي في التعبير فمن واجب المعلم أن يشرح قاعدته وهكذا ....



7 ـ من أخطاء بعض المعلمين في تدريس القواعد :

1
ـ عدم التزام المتعلم والتلاميذ باللغة العربية الفصحى في أثناء الدرس

2
ـ عدم مراعاة المعلم لمستوى التلاميذ الذهني والعلمي فيخوض في تفصيلات يصعب فهمها

3
ـ أن يطلب المعلم من الطلاب حفظ القاعدة

4
ـ قلة التدريبات الشفوية والكتابية
أن يطلب المعلم من التلاميذ قراءة الإيضاح من الكتاب بعد أن ينتهي المعلم من الشرح مباشرة والأفضل أن يستغل المعلم هذا الوقت بالتدريبات .

5
ـ اكتفاء المعلم بالأمثلة التقليدية . التي لا تعطي ثروة لغوية ولا تذوقا أدبيا

6
ـ أن يطلب المعلم من التلاميذ كتابة الأمثلة والقاعدة في كراسة الفصل 0 والأفضل أن يستغل هذا الوقت للتدربيات

7
ـ أن يرسخ المعلم صعوبة القواعد في أذهان التلميذ

8
ـ الاقتصار على عدد محدود من الأمثلة ومحاولة الاستنباط القاعدة منها

9
ـ أن يكون المعلم ملقيا فقط أو في غالب درسه وهو الذي يمهد ويعرض ويربط ويوازن ويستنتج والتلاميذ متلقون

10
ـ عدم استخدام المعلم بالوسائل المتنوعة

11
ـ عدم ربط القواعد بفروع اللغة العربية

12
ـ الاكتفاء بالتدريبات الكتابية فقط دون الشفوية

13
ـ عدم مطالبة التلاميذ بتصويب الخطأ شفويا أو كتابيا

14
ـ عدم ملاحقة المعلم لتصويب الخطأ وعدم إعطاء التلاميذ فرصه للتصويب

15
ـ عدم متابعة المعلم لتصويب أخطاء تلاميذه إذا صوبوا

16
ـ عدم التمهيد للدرس والتشويق له

17
ـ عدم اهتمام المعلم بالتطبيق الجزئي

18
ـ عدم الاهتمام بإعداد الدرس جيدا